أكد أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا ، أن تركيا تدعم أى
رئيس شرعى مصرى منتخب من قبل الشعب سواء كان محمد مرسى أو غيره ، لأنها تحترم قرارات
الشعب المصرى ، ولا تريد إلا أن تكون مصر قوية لأنها الضمان الوحيد للمحافظة على أمن
واستقرار المنطقة
وقال أوغلو - فى المؤتمر الصحفى الذى عقد فى السفارة التركية
فى الكويت قبل مغادرته الكويت العاصمة - "إن تركيا لا تدعم شخصيات أو مجموعات
معينة لكنها تدعم الرئيس المنتخب أو أى شخص يتم اختياره عن طريق الانتخابات ، حيث أن
تركيا تفعل ذلك لصالح مصر ، ولا تريد إلا شيئا واحدا فقط وهو "مصر قوية
"لأننا نريد جيشا مصريا قويا".
وأضاف " إنه منذ بداية الربيع العربى احترمت تركيا قرارات
ومطالب الشعوب مهما كانت تلك المطالب سواء فى تونس أو ليبيا أو اليمن أو حتى فى مصر
، لأن ما تطلبه الشعوب العربية انتخابات حرة وعادلة"
وتابع قائلا " كنت أول وزير خارجية يقوم بزيارة مصر
بعد ثورة 25 يناير مع الرئيس التركى لدعم الثورة ودعم المرحلة الانتقالية ، لأننا نحترم
كل ما يطلبه الشعب المصرى ، فالشخصيات ليست مهمه بالنسبة لتركيا ، ولكن من يقرر ما
إذا كان مرسى على خطأ أو صواب هو الشعب المصرى وحده وليس الجيش أو تركيا أو أى دولة
أخرى ، وربما أخطأ مرسى ، ولكن جميع الرؤساء يخطئون ويصيبون ومن ضمنهم الرؤساء فى تركيا
وحول ما أثير عن هجوم تركى على مؤسسة الأزهر الشريف ، نفى
وزير الخارجية التركي بشدة أن تكون تركيا قد هاجمت هذه المؤسسة التى وصفها بالمقدسة
والتى تحظى باحترام جميع الأتراك
وقال " إن شيخ الأزهر كان أول من التقى واستقبل الرئيس
أردوغان خلال زيارته الأخيرة لمصر ".
وأضاف " إننى تقدمت للدراسة فى الجامع الأزهر من أجل
الحصول على شهادة ودرست بعض المواد التى تدرس فى الأزهر" ، مبينا أن الأزهر محترم
من قبل الجميع فى تركيا
وقال " إن الانتقادات التى وجهتها تركيا لمصر لم تكن
لمؤسسات الدولة أو للشخصيات ، إنما كانت انتقادات صادقة لدولة عزيزة على تركيا وإلا
لاعتبرت تلك الانتقادات عدم احترام "
وشدد أوغلو على أهمية الوحدة والتكامل بالنسبة لتركيا ، وقال
" إن ما تريده الحكومة التركية لشعبها هو نفسه ما تريده للشعوب الأخرى ، ولا يمكن
القول أن جميع الأمور الجيدة يمكن أن تطبق فى تركيا ، بينما يمكن أن يطبق جزء منها
فى مصر"
وتطرق أوغلو إلى المظاهرات وقال " لو نظرنا إلى أن المظاهرات
فى مصر هى الحل لتغيير الحكومات ، فلن يكون هناك استقرار ، فينزل الملايين من أحد الأطراف
اليوم ، وملايين أخرى من الطرف الآخر غدا ، وبالطبع التظاهر السلمى هو حق ويعطى فرصة
للتعبير عن الرأى ، ولكن لو استمر نزول الملايين إلى الشارع فسيكون الهدف منه هو التغيير
، ولن يذهب البعض للعمل ، لذلك الحل الوحيد لتغيير الحكومة هو الانتخابات ، وهذا هو
المبدأ الذى تسير عليه تركيا"
وحول ما أثير عن وجود تباعد بين تركيا والدول الغربية بسبب
مواقفها من مصر ، قال أوغلو " إن تركيا دولة لها عاداتها ومبادئها وسياستها القوية
والخاصة ، وقد يتفق أو يختلف البعض معها ، ولكننا لن نتغير لأننا على صواب وننظر إلى
ضميرنا وعقولنا وخبراتنا"