فشل «الفنكوش»
الإخوانى، وانفض مؤيدو الزيت والسكر، وحصل الإخوان على صفر كبير لدى الشارع لا يمكن
مداواته، وطرد مندوبهم فى قصر الرئاسة شر طردة، وإذا بقيادات الجماعة أخيرا بين مطاردين
إلى الجحور، وعائدين إلى السجون فى انتظار مقصلة الثورة بأحكام قانون تقتص منهم بلا
شفقة أو رحمة، وأصبحت الجماعة تقف الآن بخندق واحد فى مواجهة مع المجتمع.
فى وضع أصبح لا
مفر معه من استدعاء فقه الأسطورة والخرافة، بصفته السلاح الأمضى والأكثر نجاحا فى تاريخ
الإخوان، والمكون الأساسى والضرورى لخلق واستمرار هالة القدسية حول الجماعة، تعيش بفضلها،
وتحافظ على هيبة قياداتها، وتشوش بها على إمكانياتهم الحقيقية، وتتستر على أخطائهم
وجرائمهم القاتلة، باستجداء التعاطف وتصديق كرامات قيادات الإخوان، التى اعتاد الإخوان
ترويجها فترات الاضطهاد ومواسم حشد الأصوات فى الانتخابات، على أمل أن يجد ذلك صدى
لدى الغلابة والبسطاء، أو رصيدا عند مجاذيب المشروع الإسلامى، من قطيع مؤيدين لم يكلفوا
أنفسهم بالسؤال حتى الآن، كيف ينزل الله غضبه وسخطه على مرسى وأنصاره بهذا الشكل، مادام
جبريل قد نزل عليهم فى رابعة بنفسه؟!
وفقا لهذه القاعدة
عاد الإخوان المسلمون للاستمرار فى سرد مايستجد من كرامات خيرت الشاطر الآن فى سجن
طرة، حيث يبدأ الترويج الآن لكرامة جديدة مفادها أن خيرت الشاطر قد علم بإلقاء القبض
على نجله سعد، عبر رؤيا له فى المنام، علم من خلالها بالخبر رغم تعمد التضييق الأمنى
عليه فى السجن، حتى أنه كان من بادر بأخبار من جاء لزيارته من بناته، فلم يحتاجوا إلى
إخباره بما حدث لسعد.
وذلك فى استئناف
لحزمة كرامات خيرت الشاطر التى تروج لها عائلته منذ سجنه فى عهد مبارك، بدأها بعلمه
بوفاة والدته قبل إخبار السلطات الأمنية له، ومن قبلها علمه بتعرض زوجته لأزمة صحية
شديدة رغم تعمد بناته إخفاء الأمر عليه أثناء محاكمات قضية ميليشيات الأزهر.
مرشد الإخوان محمد
بديع أيضا حذر الشعب المصرى وكل معارض لخيرت الشاطر، بشكل مباشر من كرامات خيرت الشاطر
وذلك فى مؤتمر إعلانه مرشحا لرئاسة الجمهورية بأنه مستجاب الدعوة وأن نظام مبارك قد
سقط بفضل دعواه لأنه مظلوم، لتتوج الجماعة كل هذه الكرامات أثناء الحملة الانتخابية
له للشاطر بالدعاية له، بأنه يوسف هذا العصر.. خرج من السجن ليحكم مصر، بحسب نص الدعاية
الانتخابية وقتها.